ستبقى فلسطين رغم الحصار
قلاعا وعزا حديدا و نار
وشمسا تذيب صقيع النفوس
ودمعا يناجي جمود الجدار
وطفلا يموت ليحيا عظيما
فهل بعد هذا سيحيا الصغار
فنعم المماة و بئس الحياة
إذا ضاع منها سمو الكبار
صهيل حروف و إكليل غار
و حلم الليالي نشيد النهار
و خيل الأماني تدك الحصون
و تجثوا كهر بأرض قفار
تديم انتظارا ليوم ستعدوا
و هل للكسيح سوى الإنتظار
شريف غريب بهذي الديار
يداس عليه جهارا نهار
و إخوان دين وقوف عليه
و أحكام شرع و ما من شعار
يوحد صفوفا لزحف العدو
فألف كأف و ما من درار
أريحو صلاحا دعوه قليلا
فزر القميص يجافي الإزار
فلو عاد يوما لبعتم حصانه
و ألبستموه خصال الفرار
و قلتم تعلم فنون السياسة
و دعنا قليلا نربي الصغار
رويدك تصبر و أحلم علينا
فقد شاب نعل و شاخ الوقار
ودعنا نرتل دواوين شعر
تعلم يهودا فنون الحوار
فيذعن و يخرج ذليلا إلينا
و يعلن حالا زوال الحصار
فإنا نروم علوما جديدة
لإخضاع بحر بسن القرار
وترويض مد و جزر فيجلب
لشط الحياة كنوز البحار
و يعرض شباكا كبيرا و صيدا
لشعب تمنى كثيرا فصار
و أضحى و أمسى و بات و ليس
جنود الكلام حماة الديار
فلسطين لن يستباح حماها
فكاف و نون بكف اقتدار
تدك الرواسي و تمحوا المآسي
بتفريج هم إذا الظلم جار
و لكن رب العباد أراد
و لله في الخلق فلك يدار
فلا الصبح باد بمرآة ليل
و لا الليل ماض بدرب النهار
ألا يا رفاقي كفانا اهتزازا
فعرش الملام يصوغ اعتذار
فقد مل شعر و ملت قوافي
و هذا أوان نزول الستار
شعر / محمد زغلامي