تعرفنا على افروق بين المبتدإ والخبر في التعريف والتنكير...
أما اليوم فسنتطرق لصنف آخر ويتمثل في :الفروق بين المبتدإ والخبر في التقديم والتأخير
ــ الأصل في المبتدإ التقديم، ويتأخر الخبر عنه،لأن الخبر وصف للمبتدإ في المعنى،وحق الوصف أن يكون متأخرا عن الموصوف،لكن قد يقع بينهما تقديم وتأخير وفيه ثلاث حلات
أ ــ الجواز:أي يجوز تقديم الخبر ،كقوله تعالى: (سلام هي حتى مطلع الفجر) سورة القدر الآية 5
فسلام خبر مقدم جوازا و*هي* مبتدأ مؤخر جوازا والأصل *هي سلام* وكذلك قوله تعالى: (وآية لهم الليل) سورة يس الآية37
فالليل مبتدأ مؤخر جوازا وآية خبر مقدم جوازا والأصل *والليل آية لهم* مع الإشارة إلى أن التقديم والتأخير في القرآن ــ ولو جوازا ــ له ما يبرره من ناحية السرَّ البلاغي والإعجاز اللغوي،والله أعلم.
ب ــ وجوب تأخير الخبر عن المبتدإ:
وبعبارة أخرى: عدم الجواز في التقديم والتأخير بينهما وذلك في خمسة أمور هي :
ــ موجبات عدم الجواز في التقديم والتأخيرخمسة مع الأمثلة)
ــ استواؤهما في التعريف والتنكير. مثل : صديقك صديقي ،وعدوك عدوي.
ــ أن يكون الخبر جملة فيها ضمير يعود على المبتدإ. مثل :محمد نجح ، ففاعل نجح ضمير يعود على محمد.
ــ أن يكون الخبر محصورا بإلاَّ أو بإنما .مثل:قوله تعالى : (وما محمد إلا رسول)سورة آل عمران144،وقوله كذلك : (إنما المؤمنون إخوة) سورة الحجرات 10
ــ أن يكون المبتدأ مقرونا بلام الابتداء .مثل: قوله تعالى: (ولَلآخرة خيرٌ لك من الأولى) سورة الضحى 4
ــ أن يكون المبتدأ مما له الصدارة أي لابد أن يتصدر الكلام كأن يكون إسم استفهام أو شرط أو غير ذلك . مثل :من يجتهد ينجح ،
ــ من يعبد غير الله ؟
ج ــ وجوب تقديم الخبر وتأخير المبتدإ
وذلك في أربعة مواضع:
موجبات تقديم الخبر :
ــ أن يكون الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة. مثل للبيت ربٌّ يحميه)
ــ أن يعود على الخبر ضمير من المبتدإ .مثل :للدولة رئيسها.
ــ أن يكون الخبر مما له الصدارة . مثل :أين من ينصر الحق؟
ــ أن يكون المبتدأ محصورا بألاَّ أو إنما .مثل : مالنا إلا اتباع رسول الله.
أعرب :ــ ما ناجح إلا أخوك
ــ عدوك عدوي.
ــ في الدار صاحبها
ثالثا: الفروق بين المبتدإ والخبر في الذكر والحذف.
في هذا الموضوع ندرس ثلاث حالات :
ــ حذف المبتدإ أو الخبر أو هما معا جوازا:
الأصل في المبتدإ والخبر الثبوت،،لكن النحاة جوزوا حذف أحدهما مع إبقاء الآخر عند قرينة تدل على المحذوف كقوله تعالى سلامٌ قومٌ منكَرون) سورة الذاريات الآية 25
فـ سلام: مبتدأ وهو نكرة و(المسوغ) للإبتداء بالنكرة هنا كونه دعاء وخبره محذوف جوازا تقديره عليكم.
و قوم :خبر للمبتدإ محذوف جوازا تقديره :أنتم قوم منكرون..ومنكرون :نعت لــ قوم
وقد يحذف كل من المبتدإ والخبرمعا جوازا في سياق دال عليهما، وذلك بعد حرف الجواب كقولك : نعم (لمن سألك: أناجح أنت؟)فقلت نعم. والتقدير نعم أنا ناجح، مبتدأ وخبر محذوفان جوازا . بعد حرف الجواب.
ــ حذف المبتدأ وجوبا:
يحذف المبتدأ وجوبا في بعض الأمور، منها:
ــ إذا أخبر عنه بنعت مقطوع مثل : ألتقيت بأحمد الكريمُ برفع (الكريم) فهذا يسمى نعتا مقطوعا ، ويعرب خبرا لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره : هو .أي : هو الكريم
ــ أن يكون المبتدأ مخصوص نعم أو بئس مثل : نعم العمل الإخلاص.
فـ الإخلاص : يعرب خبرا لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره : هو .لأنه مخصوص بالمدح والتقدير : نعم العمل هو الإخلاص . وهناك إعراب ثانٍ لمثل هذه الجملةوهو: الإخلاص مبتدإ مرفوع جوازا.
والجملة الفعلية من الفعل نعم وفاعله العمل في محل رفع خبر المبتدإ مقدم.
ــ إذا كان المبتدأ صريحا في القسم: مثل قولك : في ذمتي لأفعلنّّ كذا وكذا
فــ في ذمتي شبه جملة في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره :يمين أو قسم أو حلف أو ماشابه ذلك.
ــ إذا أخبر عن مبتدإ بمصدر جيء به بدلا من لفظ الفعل:
مثلا: إذا قلت لشخص: (صبرٌ جميلٌ)فالتقدير: ( صبرك صبر جميل ) أو (صبري صبر جميل).يُفهم التقدير من سياق القؤينة
ــ حذف الخبر وجوبا :
يحذف الخبر كذلك في أمور منها:
ــ بعد (لو لا) الدالة على إمتناع الشيء لوجود غيره
مثل :( لولا أنتم لكنَّا مؤمنين) سورة سبأ الآية 31
فـ أنتم : مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا تقديره* موجودون* أو*صددتمونا* دليل حذفه القرينة الموجودة في لولا الدالة على الوجود، ووجوب حذف الخبر هنا راجع لقيام الوجوب لولا مقامه. (لكنا مؤمنين)
ب ــ أن يكون الخبر واقعا بعد ( القسم الصريح) وهو ما يعلم بمجرد لفظه. كقوله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون) سورة الحجر الآية72.